الخرطوم : مزدلفة محمد عثمان
كل زعامات الحزب الاتحادى الاصل وقيادات الختمية كانت حضورا مساء امس الاول فى وداع زعيم السجادة الختمية مولانا محمد عثمان الميرغنى الذى حزم حقائبه ويمم وجهه شطر القاهرة .. ربما لم يكن فى ذلك الجمع غرابة لكن اللافت للانتباه كان تواجد قيادات القنصلية والسفارة المصرية فى صالة المغادرة لوداع الميرغنى ايضا .. ولم يكتفوا بالمكوث فى الصالة لساعات انما صحبوه حتى سلم الطائرة.. و لم يبرحوا باحة المطار حتى تاكدوا من اتخاذه مقعده داخلها .. وان الطائرة ادارات محركاتها .. واقلعت ..لتبدأ على الفور اتصالات مسؤولى القنصلية بالنافذين فى القاهرة وابلاغهم ان الميرغنى غادر فعلا.. بما يؤكد ان هذه الرحلة ليست كسابقاتها خاصة وانها تزامنت مع تواجد رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميادريت فى مصر وكان سبق زعيم الاتحادى بالوصول واجتمع الى رئيس الوزراء المصرى احمد نظيف والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ... غير ان الانباء التى تواترت قبل وصول الميرغنى تحدثت عن ترتيبات لاجتماع مشترك بين ازعيم الاتحادى ورئيس الحركة الشعبية .. ولم يكن من اليسير التاكد من التأم الاجتماع خاصة وان مقربين من الميرغنى لم يكونوا واثقين من احتمالات اتمام رحلة القاهرة بقدر تاكيدهم ان الميرغنى سيتوجه الى اسمرا منتصف الاسبوع لكن اتصالات كثيفة كانت تجرى طوال يومى الجمعة والسبت مابين القاهرة والخرطوم توجت بالترتيب لعقد اجتماع سلفا – الميرغنى فى القاهرة على ان يمكث زعيم الاتحاديين فيها لاربع وعشرين ساعة .. ثم يغادر بعدها الى اسمرا تلبية لدعوة من الرئيس الاريترى اسياسى افورقى وبحسب المتحدث باسم الحزب الاتحادى فان وفدا كبيرا من قيادات الحزب الاتحادى ستوجه من الخرطوم اليوم للحاق بالميرغنى ومرافقيه فى اسمرا واجراء مباحثات مع القيادة الاريترية وحزبها الحاكم تتصل بالتطورات على الساحة السياسية وازمة دارفور وما سواها والمؤكد حسب مصادر موثوقة ان الميرغنى سيعود الى القاهرة الجمعة المقبل للمشاركة فى المؤتمر العام للحزب الحاكم فى مصر . .. لكن التساؤلات التى تثور هنا وهناك تتمركز حول الاسباب التى جعلت من العسير على رئيس الحركة وزعيم الاتحادى الاجتماع فى فى الخرطوم او جوبا بينما تيسر اللقاء فى "قصر الاندلس" بالقاهرة .. وعندما طرحت ذات التساول على المتحدث باسم الحزب الاتحادى الاتحادى المتواجد برفقة الميرغنى فى القاهرة اكتفى بالقول "صاحب العقل يميز" واعتبر الحدث نفسه يحمل فى داخله الاجابة على التساؤل .. غير ان مصادرا هاتفتها "الاحداث" اكدت ان نافذى الحكومة المصرية لعبوا دورا قويا فى الترتيب لجمع الرجلين وازالة شحنة من التوتر ظللت علاقات الطرفين فى اعقاب موقف الحزب الاتحادى من مؤتمر جوبا وعدم حضوره بممثلين رغم تأييده اللاحق لتوصياته .. فضلا عن التباعد الكبير بين مواقف الحزبين فى جملة من القضايا الاساسية والتى تتقاطع فيها الخيارات والرؤى .. وبحسب المصادر فان الموقف المصرى الحريص على تنقية علاقات الاتحادى والحركة ينطلق من ما تعتقده مصر من تاثير قوى للميرغنى على الحركة خاصة وان زعيم الاتحاديين يتبنى موقفا داعما لخيار الوحدة الذى يصب فى المصلحة والعمق الاستراتيجى المصرى و الشاهد ان تلاوما وعتابا جرى بين الرجلين فى اجتماعهما الثنائى النادر والذى عقد لمرتين الاولى فى قصر الاندلس والثانية بمنزل السفير السودانى الفريق عبد الرحمن سر الختم الذى دعا الميرغنى وسلفا الى مأدبة غداء فخيمة ..غير ان زعيم الحزب الاتحادى وبعد اجتماعه الى سلفاكير لنصف ساعة فى قصر الاندلس امس اعتبر "طبيعى" بالنظر الى العلاقة الاستراتيجية التى تربط حزبه مع الحركة الشعبية ولم يجيب بنحو مباشر على سؤال ما اذا كان سلفاكير عاتبا على مواقف الاتحادى وقال الميرغنى لمراسل (الاحداث) فى القاهرة عمار فتح الرحمن ان حزبه لم يقاطع مؤتمر جوبا وان وطرح موقفا واضحا ابدت الحركة الشعبية تفهما لمسبباته واكد انه تباحث مع كير حول كل القضايا الراهنة وعلى راسها وحدة السودان ، وردا على امكانية اعتبار الاجتماع بين الزعيمين تحريك للجمود فى العلاقات بين الطرفين قال المتحدث باسم الحزب حاتم السر لـ"الاحداث" " لم يكن هناك جمود بالاساس" .. وشدد على ان اجتماع الزعيمين فى القاهرة له مابعده ويعطى دفعة قوية لتفعيل العلاقات الثنائية على مستوى الاتحادى والحركة مؤكدا ان اللقاء بحث قضايا الساعة الرئيسية وفى مقدمتها خيارات الوحدة والانفصال وكيفية العمل على جعل الوحدة غالبة .
غير ان النائب الاول رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميادريت كان فى غاية الوضوح وهو يجيب على وقائع اجتماعه الى الميرغنى وقال للصحفيين فور وصوله مطار الخرطوم ان زعيم الاتحادى لايتحدث عندما يلتقيه الا عن الوحدة وضرورة ان تبقى جاذبة وقال سلفا ان الميرغنى طلب منه العمل على اقرارهها على ان يتحمل شخصه المسؤولية .. واللافت ان كير كان يتكلم باستغراب واندهاش واضحين حيال ذاك الطلب وتجلى ذلك فى رده على الميرغنى بالقول "انك لم تذهب الى الجنوب حتى الان منذ توقيع اتفاق السلام فكيف بك ان تتحمل مسؤولية الوحدة ؟؟ عليك ان تزور جوبا فى البداية"
لكن المحلل السياسى والكاتب الصحفى عثمان ميرغنى يرى ان اجتماع الميرغنى وسلفاكير فى القاهرة لم يكن مرتبا ليعقد على تلك الشاكلة وينحو بتحليله فى اتجاه التساؤل عن مغزى تواجد زعيم الحركة الشعبية فى القاهرة فى هذا التوقيت تخاصة وان الرحلة اعقبت زيارات الى دول افريقية ، وعلى خلفية مؤتمر عقد فى سبتمبر الماضى بالعاصمة البريطانية لندن لاستكشاف الصدى الذى يمكن ان يحدثه انفصال الجنوب فى اوروبا واكد عثمان ميرغنى ان ترتيبات يجرى اعدادها فى هدوء للاوضاع بعد 2011 م وهو العام المقرر للاستفتاء على تقرير المصير ،ويقول لـ"الاحداث" ان زيارة سلفا الى القاهرة بالاساس استكشافية ومن غير المجدى والمفيد تحليلا ان يلتقى سلفا والميرغنى باعتبار ان الحزب الاتحادى لايتحرك وفقا لاستراتيجية معينه لكنه يعتمد على تصاريف "القدر " ويؤكد عثمان ميرغنى " هذه اللقاءات لاتصلح ان يبنى عليها اى تحليل "
الأحد نوفمبر 11, 2012 8:18 pm من طرف الشريف
» لقاء مولانا مع صحيف السوداني هذا ردي على سؤال الترشح لرئاسة الحزب
الأربعاء نوفمبر 07, 2012 9:19 pm من طرف الشريف
» لقاء جريدة الشرق الاوسط مع مولانا
الخميس ديسمبر 01, 2011 2:35 pm من طرف الشريف
» بيان هام من الحزب الإتحادي الديمقراطي...
الأربعاء نوفمبر 16, 2011 1:47 pm من طرف الشريف
» الصواعِق النارية في الرد على الطيب مصطفى مؤجج العنصرية!!!
الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 3:00 pm من طرف الشريف
» مولانا الميرغني: المشاركة في السلطة ليست الأساس للاتحادي
الإثنين أكتوبر 24, 2011 5:00 pm من طرف الشريف
» شيخ المناضلون علي محمود حسنين في الذكري 46 لثورة أكتوبر المجيدة
الإثنين نوفمبر 08, 2010 9:31 pm من طرف الشريف
» مولانا لصحيفة الشرق الأوسط (لا تفريط في «سنتيمتر» واحد من أرض المليون ميل مربع)
الأربعاء يوليو 28, 2010 5:58 pm من طرف الميرغني
» الوصايا العشر لمن يريد أن يكون وزيراً فى التشكيلة المقبلة؟
السبت يونيو 05, 2010 6:17 pm من طرف الشريف