حول حولية مولانا السيد علي الميرغني..
والمسار الصوفي والسياسي للمراغنة الختمية
بقلم د. عقيد (م) محجوب برير محمد نور
بعد نهاية الحرب سافر زعماء الطوائف الأربع الكبرى وفي معيتهم نظار القبائل وزعماء العشائر لتهنئة ملك بريطانيا بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وكان ملك بريطانيا وقتذاك أعظم ملوك العالم قاطبة حيث جلس على عرش امبراطورية لا تغرب الشمس عنها.
قلد ملك بريطانيا السيد علي الميرغني وسام فارس مصحوباً بلقب سير وكذلك فعل مع الإمام عبد الرحمن المهدي وأوسمة مختلفة لبقية أفراد الوفد السوداني. وكان ذلك اعترافاً ضمنياً من ملك بريطانيا بمكانتهم القيادية في البلاد.. ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن جملة الذين نالوا ذلك الوسام وذلك اللقب من الأحياء في ذلك الوقت لا يتجاوزون المائة في كل أنحاء العالم !!! ومنهم ملوكاً وأباطرة وشخصيات بارزة من القادة العسكريين والمبدعين والعلماء .. ومن عجب، فبعد عودة ذلك الوفد من بريطانيا بما يحمل من الأوسمة والألقاب الرفيعة أنبرى الملك فؤاد الأول ليمنح الذين حملوا لقب "سير" درجة الباشوية، وهي أعلى درجة وأرفع لقب في الدولة المصرية. ومع ذلك، فإن أحداً لم يستنكر قبول أسلافنا لذلك اللقب. علماً بأن مصر هي الشريك الآخر في حكم البلاد.. إن من الإنصاف أن ننظر إلى الأمر برمته على أنه البداية الحقيقية لنضالنا الوطني.. لقد كان أسلافنا بحق أفذاذاً وعباقرة في قيادة المسيرة.
أما في الحرب العالمية الثانية، فقد أعلن الطاغية النازي هتلر عن نزعته الرامية لسيادة الجنس الآري الذي ينتمي إليه على شعوب العالم كافة ولكي يقرب توجهه للأذهان تمثل شعوب العالم كجسم الإنسان، وجعل الجنس الآري بمثابة الجزء الأعلى الذي يحتوي الرأس المفكر والقلب النابض والرئتين اللتين بهما تكون الحياة. وجعل الأوربيين في موضع البطن، ثم مضي يرتب الأجناس واحداً بعد الآخر فجعل شعوب القارة السوداء بمثابة الحذاء الذي يصنع لحماية القدم!! وشرع يروج لهذا الفكر العقيم ويعد العدة لجعله أمراً واقعاً بعد انتصاره في الحرب العالمية الثانية!! فما كان لشعب السودان العربي الأفريقي إلا أن ينهض دفاعاً عن كرامته ومكانته تحت الشمس، فأعلن وقوفه من الحلفاء ضد النازية والفاشية، ورغم إمكانات شعب السودان المحدودة إلا أن إسهامه في المجهود الحربي يفوق ما قدمته دول العالم الثالث للحلفاء !! فبذلوا أرواحهم في ملاحم الفداء، وضربوا أروع الأمثال في الشجاعة والبطولة الفذة حتى علت هاماتهم أكاليل النصر، فساق الإعجاب والإنصاف المستر (اتش سي جاكسون) إلى وصفهم بالمقاتلين الأشداء، وهو لقب نالوه عن جدارة واستحقاق أما داخل البلاد فقد ظل رواد الحركة الوطنية من الخريجين والمتعلمين والزعامات الدينية، يؤججون جذوة الكفاح دعماً للحلفاء الذين وعدوا بتحرير الشعوب المستعمرة إن أسهمت في المجهود الحربي والقتال، وحرصت بريطانيا على تكرار وتأكيد أن وعدها بمنح الاستقلال المرتجى لمن يشاركوها النصر وعدا غير مكذوب.
في إطار دعم النشاط الصوفي السوداني للمجهود الحربي للحلفاء كان للشريفة مريم دور مشهود ومعروف كانت الشريفة مريم تقيم في مدينتي سواكن وسنكات، وهي ابنة السيد هاشم ابن الختم من أم هدندوية، وهي الراعية لمليشيات (المروج والفروستي) إبان الحرب العالمية الثانية، وهي قوات غير نظامية من قبائل البجة، أطلق على الأولى اسم "ميليشا المروج" إشارة لمروج العشب الخضراء عند سفوح الجبال والوديان في منطقة البحر الأحمر، وعلى الثانية اسم "ميليشا فروستي" وهو الاسم الذي أطلقه البريطانيون على الشيخ ترك زعيم قبائل الهدندوة آنذاك.
والشريفة ذات نفوذ وكلمة مسموعة بين قبائل شرق السودان التي يدين معظمها بالولاء لطائفة الختمية، وقد تولت توجيه أتباعها إلى الانخراط في الميليشات للدفاع عن أرض الوطن. وكان الراغبون منهم يأتون لزيارتها تبركاً وبغرض الاستئذان منها. واستجاب الله تعالى لدعائهم فقد كانت امرأة تقية صالحة، ومن هم في مثل مقامها لا يخيب الله لهم دعاء". وعلى الجانب الآخر حيث قوات المحور في الديار الأرترية كانت أختها لأبيها السيدة علوية هي ابنة السيد هاشم من أم أرترية. ولدت الشريفة علوية بقرية خطوملو جوار مدينة مصوع في العاشرة من رمضان عام 1875م، وتوفيت إلى رحمة مولاها في العاشر من رمضان عام 1941م، ودفنت بمسقط رأسها قرية خطوملو. حفظت القرآن الكريم وهي في العاشر من عمرها، ودرست علوم الدين واللغة العربية، وعرفت بالزهد والتقى والعبادة، ودون جلبة أو إعلان أسلم لها بنو خؤولتها الأرتريون زعامتهم الدينية في مصوع وغيرها من الأمصار الأرترية فصارت زعيمة روحية تضرب لزيارتها أكباد الإبل.
تزوجت في الثامنة عشر من عمرها من رجل من الأشراف اليمنيين ومات عنها وهي في العشرين من عمرها ثم تزوجت من رجل آخر وتطلقت منه باتفاق الطرفين لتتفرغ للذكر والعبادة والقيادة الصوفية، ولم تنجب من الرجلين.
عند غزو الطليان لبلاد الحبشة وأرترياً، بدأوا بمدينة مصوع، وضربوا حولها حصاراً بحرياً وبرياً على بعد عدة أميال منها دام لأسبوعين عندئذ أعلنت السيدة علوية الجهاد وارتدت زياً عسكرياً
والمسار الصوفي والسياسي للمراغنة الختمية
بقلم د. عقيد (م) محجوب برير محمد نور
بعد نهاية الحرب سافر زعماء الطوائف الأربع الكبرى وفي معيتهم نظار القبائل وزعماء العشائر لتهنئة ملك بريطانيا بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وكان ملك بريطانيا وقتذاك أعظم ملوك العالم قاطبة حيث جلس على عرش امبراطورية لا تغرب الشمس عنها.
قلد ملك بريطانيا السيد علي الميرغني وسام فارس مصحوباً بلقب سير وكذلك فعل مع الإمام عبد الرحمن المهدي وأوسمة مختلفة لبقية أفراد الوفد السوداني. وكان ذلك اعترافاً ضمنياً من ملك بريطانيا بمكانتهم القيادية في البلاد.. ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن جملة الذين نالوا ذلك الوسام وذلك اللقب من الأحياء في ذلك الوقت لا يتجاوزون المائة في كل أنحاء العالم !!! ومنهم ملوكاً وأباطرة وشخصيات بارزة من القادة العسكريين والمبدعين والعلماء .. ومن عجب، فبعد عودة ذلك الوفد من بريطانيا بما يحمل من الأوسمة والألقاب الرفيعة أنبرى الملك فؤاد الأول ليمنح الذين حملوا لقب "سير" درجة الباشوية، وهي أعلى درجة وأرفع لقب في الدولة المصرية. ومع ذلك، فإن أحداً لم يستنكر قبول أسلافنا لذلك اللقب. علماً بأن مصر هي الشريك الآخر في حكم البلاد.. إن من الإنصاف أن ننظر إلى الأمر برمته على أنه البداية الحقيقية لنضالنا الوطني.. لقد كان أسلافنا بحق أفذاذاً وعباقرة في قيادة المسيرة.
أما في الحرب العالمية الثانية، فقد أعلن الطاغية النازي هتلر عن نزعته الرامية لسيادة الجنس الآري الذي ينتمي إليه على شعوب العالم كافة ولكي يقرب توجهه للأذهان تمثل شعوب العالم كجسم الإنسان، وجعل الجنس الآري بمثابة الجزء الأعلى الذي يحتوي الرأس المفكر والقلب النابض والرئتين اللتين بهما تكون الحياة. وجعل الأوربيين في موضع البطن، ثم مضي يرتب الأجناس واحداً بعد الآخر فجعل شعوب القارة السوداء بمثابة الحذاء الذي يصنع لحماية القدم!! وشرع يروج لهذا الفكر العقيم ويعد العدة لجعله أمراً واقعاً بعد انتصاره في الحرب العالمية الثانية!! فما كان لشعب السودان العربي الأفريقي إلا أن ينهض دفاعاً عن كرامته ومكانته تحت الشمس، فأعلن وقوفه من الحلفاء ضد النازية والفاشية، ورغم إمكانات شعب السودان المحدودة إلا أن إسهامه في المجهود الحربي يفوق ما قدمته دول العالم الثالث للحلفاء !! فبذلوا أرواحهم في ملاحم الفداء، وضربوا أروع الأمثال في الشجاعة والبطولة الفذة حتى علت هاماتهم أكاليل النصر، فساق الإعجاب والإنصاف المستر (اتش سي جاكسون) إلى وصفهم بالمقاتلين الأشداء، وهو لقب نالوه عن جدارة واستحقاق أما داخل البلاد فقد ظل رواد الحركة الوطنية من الخريجين والمتعلمين والزعامات الدينية، يؤججون جذوة الكفاح دعماً للحلفاء الذين وعدوا بتحرير الشعوب المستعمرة إن أسهمت في المجهود الحربي والقتال، وحرصت بريطانيا على تكرار وتأكيد أن وعدها بمنح الاستقلال المرتجى لمن يشاركوها النصر وعدا غير مكذوب.
في إطار دعم النشاط الصوفي السوداني للمجهود الحربي للحلفاء كان للشريفة مريم دور مشهود ومعروف كانت الشريفة مريم تقيم في مدينتي سواكن وسنكات، وهي ابنة السيد هاشم ابن الختم من أم هدندوية، وهي الراعية لمليشيات (المروج والفروستي) إبان الحرب العالمية الثانية، وهي قوات غير نظامية من قبائل البجة، أطلق على الأولى اسم "ميليشا المروج" إشارة لمروج العشب الخضراء عند سفوح الجبال والوديان في منطقة البحر الأحمر، وعلى الثانية اسم "ميليشا فروستي" وهو الاسم الذي أطلقه البريطانيون على الشيخ ترك زعيم قبائل الهدندوة آنذاك.
والشريفة ذات نفوذ وكلمة مسموعة بين قبائل شرق السودان التي يدين معظمها بالولاء لطائفة الختمية، وقد تولت توجيه أتباعها إلى الانخراط في الميليشات للدفاع عن أرض الوطن. وكان الراغبون منهم يأتون لزيارتها تبركاً وبغرض الاستئذان منها. واستجاب الله تعالى لدعائهم فقد كانت امرأة تقية صالحة، ومن هم في مثل مقامها لا يخيب الله لهم دعاء". وعلى الجانب الآخر حيث قوات المحور في الديار الأرترية كانت أختها لأبيها السيدة علوية هي ابنة السيد هاشم من أم أرترية. ولدت الشريفة علوية بقرية خطوملو جوار مدينة مصوع في العاشرة من رمضان عام 1875م، وتوفيت إلى رحمة مولاها في العاشر من رمضان عام 1941م، ودفنت بمسقط رأسها قرية خطوملو. حفظت القرآن الكريم وهي في العاشر من عمرها، ودرست علوم الدين واللغة العربية، وعرفت بالزهد والتقى والعبادة، ودون جلبة أو إعلان أسلم لها بنو خؤولتها الأرتريون زعامتهم الدينية في مصوع وغيرها من الأمصار الأرترية فصارت زعيمة روحية تضرب لزيارتها أكباد الإبل.
تزوجت في الثامنة عشر من عمرها من رجل من الأشراف اليمنيين ومات عنها وهي في العشرين من عمرها ثم تزوجت من رجل آخر وتطلقت منه باتفاق الطرفين لتتفرغ للذكر والعبادة والقيادة الصوفية، ولم تنجب من الرجلين.
عند غزو الطليان لبلاد الحبشة وأرترياً، بدأوا بمدينة مصوع، وضربوا حولها حصاراً بحرياً وبرياً على بعد عدة أميال منها دام لأسبوعين عندئذ أعلنت السيدة علوية الجهاد وارتدت زياً عسكرياً
الأحد نوفمبر 11, 2012 8:18 pm من طرف الشريف
» لقاء مولانا مع صحيف السوداني هذا ردي على سؤال الترشح لرئاسة الحزب
الأربعاء نوفمبر 07, 2012 9:19 pm من طرف الشريف
» لقاء جريدة الشرق الاوسط مع مولانا
الخميس ديسمبر 01, 2011 2:35 pm من طرف الشريف
» بيان هام من الحزب الإتحادي الديمقراطي...
الأربعاء نوفمبر 16, 2011 1:47 pm من طرف الشريف
» الصواعِق النارية في الرد على الطيب مصطفى مؤجج العنصرية!!!
الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 3:00 pm من طرف الشريف
» مولانا الميرغني: المشاركة في السلطة ليست الأساس للاتحادي
الإثنين أكتوبر 24, 2011 5:00 pm من طرف الشريف
» شيخ المناضلون علي محمود حسنين في الذكري 46 لثورة أكتوبر المجيدة
الإثنين نوفمبر 08, 2010 9:31 pm من طرف الشريف
» مولانا لصحيفة الشرق الأوسط (لا تفريط في «سنتيمتر» واحد من أرض المليون ميل مربع)
الأربعاء يوليو 28, 2010 5:58 pm من طرف الميرغني
» الوصايا العشر لمن يريد أن يكون وزيراً فى التشكيلة المقبلة؟
السبت يونيو 05, 2010 6:17 pm من طرف الشريف